القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
shape
شرح لمعة الاعتقاد
272130 مشاهدة print word pdf
line-top
عدم تكفير أهل القبلة

ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب، ولا نخرجه من الإسلام بعمل، وقد تقدم في الإيمان أن أهل السنة أدخلوا الأعمال في مسمى الإيمان، وأن هناك طائفة يكفرون بالذنوب وهم الوعيدية من الخوارج والمعتزلة؛ يعني يخرجونه من الإسلام، وأن هناك طوائف يزكون أهل الخطايا وأهل الكبائر ويقولون: إن إيمانهم كإيمان أبي بكر وعمر وكإيمان جبريل وميكائيل ولو عملوا من الذنوب ما عملوه، وأن هؤلاء وهؤلاء كلهم خاطئون، وأن الصواب أنهم لا يكفرون، لا يكفر أهل الذنوب، ولا يجزم للصالحين بالجنة، بل نرجوا، لا نكفر هؤلاء بذنب، ولا نخرجهم من الإسلام بعمل عملوه ولو كان من الكبائر، نقول إنهم إذا كانت أعمالهم دون الشرك فإنهم تحت مشيئة الله لقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ .

line-bottom